الجمعة، 22 مارس 2013
5:59 ص

آية الله (المتنبي) محبوب الجماهير


صار زميلي وصديقي آية الله أبو الطيب المتنبي أسطورة في عالم الشعر، فكل الكبار من العلماء والأدباء والساسة والمفكرين والفلاسفة والمصنفين يلهجون بشعره لسحره وأسره وقوته وتأثيره ولموعه وسطوعه وذيوعه وشيوعه.

 أمر الرئيس الفرنسي السابق جورج بومبيدو بأن يكتب على الدبابات الفرنسية ترجمة بيت المتنبي:
 وَلَم أَرَ في عُيوبِ الناسِ شَيئاً ... كَنَقصِ القادِرينَ عَلى التَمامِ.

وقال الكاتب الشهير اليهودي النمساوي المسلم محمد أسد في كتابه (الطريق إلى مكة): إن بعض الأدباء شاهد أمير حايل عبد العزيز بن مساعد في عهد الملك عبد العزيز، فتمثل بقول المتنبي:
 قَد زُرتُهُ وَسُيوفُ الهِندِ مُغمَدَة ... وَقَد نَظَـرتُ إِلَيهِ وَالسُيـوفُ دَمُ
 فَكانَ أَحسَـنَ خَلقِ اللَهِ كُلِّهِمِ ... وَكانَ أَحسَنَ مافي الأَحسَنِ الشِيَمُ.

وكتب ابن تاشفين ملك المرابطين إلى ملك النصارى بيت المتنبي:
 وَلا كُتبَ إِلاّ المَشرَفِيَّةُ عِندَهُ ... وَلا رُسُل إِلاّ الخَميسُ العَرَمرَم.

وقال ابن الجوزي في «صيد الخاطر»: الدنيا لا يفي سرورها بهمها، كما قال المتنبي:
 أَشَدُّ الغَمِّ عِندي في سُرورٍ ... تَيَقَّنَ عَنهُ صاحِبُهُ اِنتِقالا.

وقال ابن القيم: من أدمن المعاصي هانت عليه نفسه، كما قال المتنبي:
 مَن يَهُن يَسهُلِ الهَوانُ عَلَيهِ ... ما لِجُرحٍ بِمَيِّتٍ إيلامُ.

وذكر الغزالي في «الإحياء» أن الإنسان لابد له من الموت بعز أو بذل، كما قال المتنبي:
 وَإِلاّ تَمُت تَحتَ السُيوفِ مُكَرَّماً ... تَمُت وَتُقاسِ الذُلَّ غَيرَ مُكَرَّمِ.

وذكر ابن كثير أن الشدائد طريق المجد، كما قال المتنبي:
 لَولا المَشَقَّةُ سادَ الناسُ كُلُّهُمُ ... الجودُ يُفقِرُ وَالإِقدامُ قَتّالُ.

وذكر طه حسين وفاءه، كما قال المتنبي:
 خُلِقتُ أَلوفاً لَو رَحَلتُ إِلى الصِبا ... لَفارَقتُ شَيبي موجَعَ القَلبِ باكِيا.

وقال متولي الشعراوي: القمم تحتاج إلى الهمم، كما قال المتنبي:
 عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ ... وَتَأتي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ.

وذكر الشيخ ابن باز سوء الظن، فقال كما قال المتنبي:
 إِذا ساءَ فِعلُ المَرءِ ساءَت ظُنونُهُ ... وَصَدَّقَ ما يَعتادُهُ مِن تَوَهُّمِ.

وفي كتاب ابن عثيمين (الدماء الطبيعية) قول المتنبي:
 فَإِن تَفُقِ الأَنامَ وَأَنتَ مِنهُم ... فَإِنَّ المِسكَ بَعضُ دَمِ الغَزالِ.

وزرت ابن عثيمين في مرضه الأخير، فقال: ما أخبار الشعر يا فلان يقصدني، فقلت كما قال المتنبي:
 المَجدُ عوفِيَ إِذ عوفِيتَ وَالكَرَمُ ... وَزالَ عَنكَ إِلى أَعدائِكَ الأَلَمُ.

وذكر ابن حزم أن أباه الوزير دخل عليه عدو الله وقال له، أنا وأنت كما قال المتنبي:
 وَمِن نَكَدِ الدُنيا عَلى الحُرِّ أَن يَرى ... عَدُوّاً لَهُ ما مِن صَداقَتِهِ بُدُّ.
فقال أبوه: بل الصحيح
 ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى ... صديقاً له ما من عداوته بد.

وقال أحد العلماء: إن المسلم على حال واحدة في الرخاء والشدة، كما قال المتنبي:
 وَحالاتُ الزَمانِ عَلَيكَ شَتّى ... وَحالُكَ واحِدٌ في كُلِّ حالِ.

وسمعت الدكتور القصيبي في (العربية) يستشهد بقول المتنبي:
 إِنَّما تُنجِحُ المَقالَةُ في المَرءِ ... إِذا صادَفَت هَوىً في الفُؤادِ.

وسمعت الدكتور سلمان العودة في إضاءات، يتكلم عن كلام الحساد، كما قال المتنبي فقال:
 أَنامُ مِلءَ جُفوني عَن شَوارِدِها ... وَيَسهَرُ الخَلقُ جَرّاها وَيَختَصِمُ.

وذكر الدكتور عبدالعزيز المقحم الاستفادة من أخطاء الآخرين، فقال كما قال المتنبي:
 بِذا قَضَتِ الأَيّامُ مابَينَ أَهلِها ... مَصائِبُ قَومٍ عِندَ قَومٍ فَوائِدُ.

وحضرت مجلس تاجر يتمدح بالجود وهو لم يفعل، فقال أحد طلبة العلم من الحضور: المسألة كما قال المتنبي:
 جودُ الرِجالِ مِنَ الأَيدي وَجودُهُمُ ... مِنَ اللِسانِ فَلا كانوا وَلا الجودُ.

وذكر الدكتور القصيبي أن الأمير فيصل بن فهد اتصل به يسأله عن بيت المتنبي في سيف الدولة، حيث يقول:
 وَكَيفَ تُعِلُّكَ الدُنيا بِشَيءٍ ... وَأَنتَ لِعِلَّةِ الدُنيا طَبيبُ.

وذكرت لأحد الأعيان كلام الحساد فقال لي، كما قال المتنبي:
 وَلِلَّهِ سِرٌّ في عُلاكَ وَإِنَّما ... كَلامُ العِدا ضَربٌ مِنَ الهَذَيانِ.

وطلب الإمام محمد عبده في مصر من الشعراء معارضة قصيدة المتنبي:
 أَقَلُّ فَعالي بَلهَ أَكثَرَهُ مَجدُ ... وَذا الجِدُّ فيهِ نِلتُ أَم لَم أَنَل جَدُّ.

وافتتح عمرو موسى القمة العربية في تونس، فذكر قول المتنبي:
 الرَأيُ قَبلَ شَجاعَةِ الشُجعانِ ... هُوَ أَوَّلٌ وَهِيَ المَحَلُّ الثاني.

وسب الشريف المرتضى المتنبي عند أبي العلاء المعري، فقال له أبو العلاء معرضا به:
لا تسبه أيها الأمير فهو صاحب قصيدة: لكِ يا منازل في القلوب منازل، فغضب الأمير وقال: قاتلك الله، تقصد آخر القصيدة:
 وَإِذا أَتَتكَ مَذَمَّتي مِن ناقِصٍ ... فَهِيَ الشَهادَةُ لي بِأَنِّيَ كامِلُ.

وقال الدكتور سعيد بن مسفر: العز وحسن الصحبة في مقاله المتنبي:
 أَعَزُّ مَكانٍ في الدُنا سَرجُ سابِحٍ ... وَخَيرُ جَليسٍ في الزَمانِ كِتابُ.


وسألت الشيخ العلامة عبدالعزيز الزهراني، وقد بلغ الثمانيـن: كيف حيــاتك؟ فقال كما قال المتنبي:
 قَد ذُقتُ شِدَّةَ أَيّامي وَلَذَّتَها ... فَما حَصَلتُ عَلى صابٍ وَلا عَسَلِ.

وزرت أبها فلقيت زميلي الدكتور محمد الحازمي، فقال: أنا وإياك كما قال المتنبي:
 وَلَيسَ الَّذي يَتَّبَّعُ الوَبلَ رائِداً ... كَمَن جاءه في دَارِهِ رائِدُ الوَبلِ.

وقال الأستاذ تركي الدخيل في جريدة الوطن: قال آية الله المتنبي في السر:
                                          وَلِلسِرِّ مِنّي مَوضِعٌ لا يَنالُهُ ... نَديمٌ وَلا يُفضي إِلَيهِ شَرابُ.

                               د. عائض القرني









0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.